رئيس جماعة العيون يعقد الدورة الاستثنائية بالقصر الجماعي
عقد المجلس الجماعي للعيون الدورة الاستثنائية اليوم الثلاثاء 5 مارس 2019، بالقصر الجماعي بالعيون، وقد حضر أطوار الدورة الإستثنائية كل من السيد والي جهة العيون، السيد باشا المدينة الى جانب السادة النواب، أعضاء المكتب المسير، أطر وموظفي جماعة العيون، ناهيك عن الجسم الصحافي بمختلف مشاربه.
وقد ترأس الجلسة السيد مولاي حمدي ولد الرشيد رئيس جماعة العيون الذي افتتح الجلسة بكلمة ترحيبية ألقاها ترحيبا بوالي جهة العيون الساقية الحمراء كما بالحاضرين، ليتلو عليهم النقطتين المدرجتين في جدول أعمال الدورة.
الدورة الاستثنائية التي جاءت استكمالا لدورة فبراير 2019 تميزت بحضور والي جهة العيون الساقية الحمراء عامل إقليم العيون لرحاب الدورة الاستثنائية التي خصصت في مجملها لتدارس القضايا التنموية التي تعنى بالمدينة وعلى رأسها التعليم والصحة.
وقد شرحت لجنة التعليم والصحة التابعة لجماعة العيون من خلال عرض مدعم بالصورة الوضعية المزرية في التسيير والتدبير من خلال المشاكل المتراكمة التي يعاني منها مستشفى مولاي الحسن بالمهدي ومعاناة المواطنين في العديد من الاختصاصات بشكل يثير سخط وتذمر المريض حيث وقفت اللجنة على تواجد حاضنتين فقط تخصان المولود المبتسر في ظل الخصاص المخجل للحاضنات كما لوحظ في المراكز الصحية منها مركز التشخيص غياب مخجل للأطباء إلا القلة القليلة من الأطباء الذين سجلوا حضورهم في ذات المستشفى.
وأردفت لجنة التعليم والصحة مؤكدة في عرضها التي قدمته في رحاب الدورة الاستثنائية، أنه من حق المواطن الاستفادة من صحة القرب ومن الخدمات الصحية الضرورة إلا أنها سجلت ملاحظات جمة كانت قد وقفت عليها، تهم أساسا الاكتظاظ المهول التي تعانيه هاته المستوصفات بحيث يواجه الطبيب والممرضين الذين يبدلون مجهودات كبيرة ليل نهار ويجابهون مشاكل جمة في ظل استقبال 70 حالة يوميا.
هذا وقد فتح نقاش مستفيض اخذ حيزا هاما من مداولات أعضاء المجلس الذين لامسوا عرضا اتيحت لهم الفرصة للاطلاع عن كثب على وضعية الصحة بالمستوصفات من حيث الصحة والنظافة والخدمات الصحية والإجتماعية إلى جانب المشاكل التي تعانيها الأطر الطبية والمختصة، والتكدس الذي تعرفه الصيدلية الإقليمية من حبث الأدوية وغياب استفادة المواطن منها.
ومن جهته أكد السيد رئيس جماعة العيون عن دعمه اللامشروط لقطاع الصحة بحيث قام المجلس بانشاء مجموعة من المراكز الصحية وسيظل ماض في هذا النهج للرقي بالصحة كما دعا إلى ضرورة مراعاة المرضى وتوزيع الأدوية عليهم مجانا، وأشار إلى ضرورة إعادة النظر في غلاء تسعيرة سيارة الإسعاف (5000 درهم) بالنسبة للمرضى الذين يتوجب عليهم السفر والتنقل عبرها للتداوي.
وعبر عن استيائه من الحالة الكارثية للمرافق الصحية والوضع السيء للأسِرة كما دعا الوزارة الوصية الى القيام بدورها في تحسين هذا الوضع القاتم لقطاع الصحة ورفض رئيس المحلس الجماعي تحميل المسؤولية للأطباء لأن للطبيب دور كبير في معالجة المريض وتخليصه من آلامه بل المسؤولية تقع على عاتق وزارة الصحة التي من واجبها إيجاد حلول استعجالية لحل مشاكل القطاع.
وفي مداخلة لوالي جهة العيون الساقية الحمراء السيد “عبد السلام بيكرات”، خلال أشغال الدورة الإستثنائية للمجلس الجماعي للعيون، أكد على أن المركب الصحي لمحاربة داء السرطان “الأنكولوجيا”، المتواجد في حي 25 مارس، سيتم افتتاحه خلال الشهر المقبل.
مبرزا بأن المركز من شأنه أن يحول دون معاناة المواطنين في التنقل المتكرر خارج مدينة العيون، خصوصا بالنسبة للطبقات المعوزة، بحيث ستستفيد هذه الجهة أيضا من مركز خاص لعلاج السرطان لينهي معه معاناة المواطنين الناتجة عن كثرة التنقل المكلف للمصابين بداء السرطان، والذين يجدون أنفسهم مجبرين على التوجه إلى المدن الكبرى لتلقي العلاجات الضرورية وأشاد والي جهة العيون الساقية الحمراء بهاته البادرة التي من شأنها تنهي معاناة ساكنة الأقاليم الجنوبية وتيسر عملية الشفاء.
ومن جانبه ندد النائب الأول لرئيس جماعة العيون السيد سيدي محمد ولد الرشيد بالحالة المزرية لمستشفى الحسن بالمهدي الذي يعرف خصاصا مخجلا في الأسِرة خاصة في قسم الإنعاش مؤكدا في الآن ذاته أن التوسعة التي أشار إليها المدير الجهوي طال أمدها ولم يتم إلى حدود الآن العمل على تطبيقها فعليا، رغم أن جماعة العيون وفرت كل الظروف المواتية وأبانت عن استعدادها لتطوير هذا القطاع.
وفي مداخلته أبان المدير الجهوي للصحة عن استيائه من الغياب المسجل للأطر الطبية إلا أنه يلتمس العذر منهم على حد قوله بحكم الخصاص المتواجد في الأطباء، وتأمل في السياق ذاته خيرا بتحسن القطاع بدعوى التوسعة التي من المرتقب أن تشهدها مختلف المراكز منها مركز الامراض النفسية وأشاد بالدعم اللامحدود لجماعة العيون في مختلف المجالات من خلال توفير معدات صحية واليات العمل والاشتغال.
وبعد ذلك تم تبادل الاراء وبسط سبل الإقلاع بوضعية التعليم بالمدينة وتغيير الوضع الكارثي لمجال التعليم وتعديل الخلل الحاصل في هذا المجال الحيوي من خلال تكاثف الجهود من بين المتدخلين لتطوير وتحسين هذا القطاع.
وناقش المجتمعون قطاع التعليم بمختلف حيثياته من حيث التراكمات والمشاكل التي يتخبط فيها القطاع، بعضها يرتبط بالوضع التعليمي العام وبعضها الآخر له علاقة بسوء التسيير والتدبير للمرفق العمومي واعتبر الأعضاء أن القطاع أضحى يشكل فصلا آخر من فصول التهميش وشددوا على ضرورة إصلاح المنظومة التربوية و البحث عن حلول عملية لإنقاذ المنظومة من المشاكل التي تتخبط فيها.
جدير بالذكر أن الجلسة الإستثنائية مرت في جو ساده النقاش الجاد والمسؤول بين معظم مكونات المجلس، ليسدل ستارها بقراءة برقية ولاء وإخلاص مرفوعة من رئيس جماعة العيون إلى السدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.